وكان علىّ أن أستجيِب لندَاء صَوت أستَاذىِ " اكتَبىِ كُل مَا تُحبيِه " ..كَان الامر مُدعَاه سُخريّتىِ فىِ بدَايّة الأمَر ..
كٌنت دَائماً أتَمسخر علىَ رَغبتىِ فىَ تَحقيِق رَغبة أستَاذىِ بسؤَال " ومَن سيَهتم !؟ " .وفىِ الحَقيِقة لمَ تَكن هَذهِ المٌشكلة ..
المِشكلة كَانت تَكمن فىِ كيّف سأوَاجهنىِ .. سأواجهه قِصصىِ الحَقيِقة ومشَاعر حَقيِقة .. هُنَا سأنَثر قَصصىِ والأشخَاص
والامَاكن والأفرَاح والأحزَان وحتىَ الخيّبَات التىِ لاَ أوَد للنسيَّان أنْ يَطويِهَا ..فليّست كُل القِصص والأشخَاص والأمَاكن
 والأفرَاح والأحزَان والخيبَات فىِ متنَاولِ الجَميِع ..وليّست كُل المشَاعر فىِ مُتنَاولِ الجَميِع ..
رُبمَا سأكتَب شَىء مَا يُشبه أحَدهم يَعبْر هُنَا ذَات يَّوم ..رُبمَا سأكَتب هُنَا شَخص كَان يَستحق أن يُكتب أن يَنتظر أن يُكتب ..
رُبمَا الكَثيِر مِن الأشيَّاءِ ..وحتىَ لاَ أنسىَ ..فأنَا أدُعى " تُقىَ " عَربية الانتمَاءِ ولَكن نَهر النيِل يَجرى فىِ عروَقىِ يَتفرع فىِ شرَاييّنىِ .
أبنة السبَعة عِشَرة رَبيِعاً .. ولَكن أنَا لاَ أعترَف غيّر بالسبَع سنوَاتِ الأخيِرة بَهم  ..أىّ مَنذ بَدأت " أقرَأ " ..
مَودتى لَكم   

الجمعة، 8 يوليو 2016

اكتبوا لى ..

اكتبوا لى ..

عن الجرح فى قدمى اليسرى .. وبهتان عيناى .. عن الأدوية التى أهملتها ..
عن أحبائكم الذين غادروكم وعن الموت الذى يلاحقنا جميعاً ..
عن اصطدامنا الأول بالحقيقة .. وفزعنا بالواقع ..
عن الوقت والحب والترويض ..
عن مبرد الأظافر وسن القلم .. عن خصلات الشعر تحت الحجاب ..
عن اللون الأسود والبيوت التى تضيق ..
عن الشوارع التى ألعنت الحداد .. وعن يداى اللتان خذلتانى عندما أردت أن أكتب لكم ..
عن الدم والوطن والأفلام والحروب واللاجئين واليتامى وأطفال الشوارع والمعتقلين ..
عن الأحلام والشغف والطموح ..
عن الزهد والسفر ومحاولة البحث عن الذات ..
عن المرمر والورد والجمال 
عن الجنس والشهوات والغرائز والدم والنزيف ..
عن المساجد والكنائس والمعابد ..
عن الثقة والشك والخيانة والغدر ..
عن العذراء والمسيح والرسول ..
عن الاعتذارات العقيمة والشكر الباهت والانهزامات المتتالية ..
عن دقات عقارب الساعة ..
عن حماقة من يتحدثون عن القوة .. وجبروت من لم يسمحوا لنا بالحزن او الانهيار ..
عن سخافة الدموع وسخرية الفقد منا فى لحظاته الأولى 
عن الأجنة والميلاد واللامنطق ..
عن الصبر ولوعة العشق وتنهيدات الاشتياق ..
عن الحمقى الذين ظلوا بجانبنا رغم ضياعنا ... 
وعن من اختاروا الرحيل ..


اكتبوا عن ..

الحب الذى يقيدنا بالحياة .. كلما حاولنا الطير للسماء ثبتنا بالأرض وكأننا لن نتحرر أبداً.
اكتبوا عن ..
المرأة التى وقفت منذ قليل .. عشر دقائق فوق سور شرفتها فى محاولة للانتحار ..
ثم قالت أنه الطابق الثانى فقط لن أموت فقط سأتألم وأنا أخاف الألم ..
فعدلت عن فكرتها .. وظلت تبكى ..


اكتبوا عن ..


الطبول فى جنازتى .. والأبيض الذى وصيت أن يرتديه أخوتى ..
وعن كلمات أغنية لينا شاماميان التى وصيت أن تكتب على قبرى : " نامى ما تخافى من الغفوة ما تخافى من النوم لا تخافى الأحلام " .


اكتبوا " عنى " ..


عن مناجاتى الدائمة لله .. عن جنون إيمانى ..
عن تقوقعى ومخاوفى وهواجسى ..
وضحكاتى وصرخاتى وكوابيسى وتفاهاتى ..
عن هروبى وفزعى وقلقى وحيرة عيناى ..
عن تشققات قلبى وعدم اتزانى ..
عن الأفكار التى تراودنى ..
اكتبوا عن الكلمة الوحيدة التى تفصلنى عن الأنتحار " تقى " ..
اكتبوا لى ..
عن أى شئ ..حتى وان لم تكونوا تجيدوا الكتابة .. حتى ولو كتبتم بشكل سئ .
إنها المرة الأخيرة التى سأستنجد بكم ..
ملحوظة ..
هذا النص مبادرة حقيقية وجادة .. يمكنكم أيضاً الرسم او العزف او البكاء اذا اردتم .. لكن اجعلوهم لى ..
يمكنكم ارسال نصوصكم بالبريد او فى الرسائل او هنا ..
افعلوا ما يحلوا لكم ..
لكن اكتبوا لى .